لقد طفح الكيل. . وبلغ السيل الزبا. . ولم يبق في قوس الصبر منزع
سيدي،
تُطارد كلماتنا.
تُصلب جملنا.
يحاولون تقييد أفكارنا بالأغلال من خطوط حمراء.
تُسَفَّه كتاباتنا.
تُلاحق جرائدنا، أسبوعياتنا ومجلاتنا.
عدد منا عرف السجن وحتى بعض أشكال التعذيب.
كلنا أصبحنا تقريبا "سجناء" افي سراح مؤقت.
وهذا منذ سنوات.
نُتهم بأننا عدميون وأنه ليست لدينا إلا نظرة وخطاب سلبيين حول ما يجري في بلد يزعمون أنه "أجمل بلد في العالم".
ننعت كطابور خامس يزرع اليأس وسط الشعب ويحبطه.
سيدي،
محاكمات تتعاقب بسرعة غير مسبوقة
لم تشهد المملكة قط نظيرا لها
محاكمات هزلية، سخيفة، جعلت المغرب عرضة لسخرية الأمم.
"محاكمة الحجرة المقدسة"، "محاكمة العمارية المقدسة" "محاكمة المدونين"، فؤاد مرتضى وحسن برهون الذين تعبأ من أجلهم آلاف من مستعملي الانترنت من مختلف مناطق العالم.
"محاكمات بدعوى المس بالاحترام الواجب لشخصكم" والتي تعطي الانطباع بأن المواطنين المغاربة لا يولون أدنى احترام لكم وللعائلة الملكية.
والعكس هو الصحيح.
أضف إلى ذلك المؤامرة التي دبرها الهمة على "لوجورنال إيبدومادير" (قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي) وتوظيف كلود مونيك* في محاكمة أخرى ضد نفس الأسبوعية.
محاكمات أدارها بعض القضاة مفرطين في الحماس، رغبة منهم في أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك.
محاكمات يقف أمامها المرء مذهولا.
محاكمات لا تتوفر فيها الشروط التي يجب أن تتوفر في المحاكمة العادلة.
محاكمات أجبرتم فيها، أنتم بأنفسكم، على التدخل، أكثر من مرة، مستعملين فيها حقكم في العفو لتجنيب هذا البلد سخرية أكبر.
سيدي،
عدد من الجرائد والأسبوعيات لم تنشر البارحة افتتاحياتها، تاركة البياض يعم المكان المخصص لها.
وهذا يذكرنا، للأسف، بفترات سوداء من تاريخنا.
ولم تصل هذه الجرائد والأسبوعيات إلى هذا الموقف إلا مجبرة.
إنها صرخة إنذار.
سيدي،
خلال السنوات الأخيرة، لجأ مضطهدونا، مستأصلو الصحافة المستقلة، إلى توظيف العدالة، مخترعين سلاحا جديدا:
سلاح الغرامات التي انطلقت من 50 مليون سنتيم مع الدعوى القضائية التي رفعها وزير الشؤون الخارجية السابق ضد "لوجورنال إيبدومادير"، لتتجاوز، اليوم، 500 مليون، دون الحديث عن "تعليمات" مملاة على عالم الأعمال من أجل عدم إعطاء أي إشهار لصحف اعتبرت "سياسيا غير صحيحة"، بل تخريبية، معللة ذلك بتعليمات آتية "من الأعلى".
خصومنا، أعداء أي دمقرطة حقيقية في هذا البلد، يبدو أنهم وقعوا على قرار موتنا، وقد يكونون بصدد تنفيذه.
لكن إعدامنا لن يخفي الحقائق ولن يحل المشاكل التي تعاني منها بلادنا، بل على العكس من ذلك.
هذا الهجوم ضد حرية الصحافة والرأي ليس إلا دليلا إضافيا عن النقص في الديمقراطية التي يعاني منها البلد. بلد لم يعد شعبه يثق في شيء والذي أبان، خلال الانتخابات الأخيرة، عن رفضه لطبقة سياسية حولت المشهد السياسي المغربي إلى "سوق دلالة" مع "شانقيه"و سماسرته ووسطائه.
سيدي،
هذه اليوميات، هذه الأسبوعيات بصحافيها ومسؤوليها، طرقت جميع الأبواب، وتوجهت إلى كل المسؤولين لتصون حقوقها وتضمن حريتها في التعبير و لكن بدون جدوى.
إن المتغنين بالأمس بحرية التعبير هذه، زعماء أحزاب "الكتلة": الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية أصبحوا جلاّدي و "توركيمادا" هذه الصحافة ومطاريدها بدون هوادة. ناهيك عن الأمنيين.
سيدي،
أنتم تسودون وتحكمون.
ولقد اخترتم ملكية تنفيذية وصرحتم بذلك علنا.
اليوم، أنتم السلطة، وكالمالك الوحيد لهذه السلطة، نتوجه إليكم من أجل إيقاف هذا الهجوم العسفي وهذا الإضطهاد الذي يلاحق الصحافة المستقلة.
إننا لا نتسول امتيازا، بل نطالب بحق.
أتينا إلى العالم وصرخنا صرختنا الأولى، صرخة لا يمكن لأحد أن يقيدها.
كان الخليفة عمر يقول: "الحرية حق تعلنه ساعة الميلاد".
سيدي،
لسنا سلطة رابعة.
إننا سلطة مضادة.
سلطة مضادة لفضح انحرافات واختلالات حكامة يبدو أنها أخذت منعطفا خطيرا.
مجبرين ومضطرين، تحولنا إلى مؤرخين،وسوسيولوجيين،و سياسيين، واقتصاديين من أجل تحليل ونقد واقع يصبح ، يوما بعد يوم، أكثر إيلاما، أكثر ضررا، محاولين تغطية النواقص وملأ فراغ وهزالة الأحزاب السياسية.
لقد تمكنت أنظمة الحكم، بفضل عمل الصحافة، أن تتحصن ضد أضاليل و أكاذيب بعض مسؤوليها.
سيدي،
لا يمكن أن توجد أي حرية حقيقية للصحافة والرأي الديمقراطية بدون عدالة حرة ومستقلة.
إنها ضمانتنا الوحيدة.
ولكن نحن مضطرون،
اليوم أن نسجل أن هذه العدالة أصبحت في خدمة السلطة التنفيذية والتشريعية، وذالك ما أقر به عدد من المسؤولين، ومن بينهم الوزير الأول، عباس الفاسي، الذي صرح منذ زمن ليس بالطويل : "يجب أن ينصت القضاة إلى ضميرهم وليس إلى هواتفهم النقالة".
إن أولئك الذين يخوضون المعركة ضدنا لا يختلفون عن "الدون كيشوت" وحربه ضد المطاحن العاملة بالرياح لأنهم لا يفقهون شيئا في التاريخ و تحولاته.
وهكذا ينسون أننا في حضارة جديدة، حضارة تعدد فيها وسائط الإتصال، الانترنت، الهاتف النقال ، الحاسوب: أدوات لا يمكن أن تلجم والتي مكنت الملايين من متابعة، تقريبا "بالمباشر"، أحداث إيران والهندوراس كاشفة، في نفس الوقت، عن أعمال القمع والتزوير والاستغلال التي تقوم بها الأنظمة في هذه البلدان.
في المغرب كذلك،إن أحد المواطنين هو الذي أتى بالدليل القاطع على القمع الوحشي التي تعرض له سكان سيدي إفني، مفندا تصريحات عباس الفاسي وشكيب بنموسى وذالك بالبث على موقع "يوتوب" تسجيلا حيا يفضح، بالصورة و الصوت، هذا القمع الوحشي .
كما إن قناصة "سيدي إفني" "وتارغيست"، هم الذين أتوا بالحجة الدامغة عن ارتشاء بعض رجال الدرك والشرطة.
وهكذا، عرف المغرب، على غرار دول أخرى، وبفضل الهاتف النقال، ذي آلة تصويره المصغرة، والانترنت بزوغ "المواطن الصحافي".
اليوم، هم عشرات، غدا سيكونون مئات وفي غضون بضع سنوات سيغدون ملايين.
وهكذا أصبحت الدولة وأجهزتها، ومن الآن فصاعدا، تحت حراسة عالية.
وهكذا كذلك قد يتحول كل مقهى انترنت إلى وكالة للأنباء توفر المعلومات بالمباشر وتعري أشكال الاستغلال والقمع التي تحدث في الجهات الأكثر نائية في المملكة..
ومع ذلك سيدي، الصحافة في هذا البلد سند لكم، لأنها غالبا ما تقول ما يُخفى عنكم وما يكتم عليكم.
بدون هذه الصحافة المستقلة ، هل كنتم ستسمعون يوما عن بوشتى البودالي وموته الرهيب، عاريا مقيدا إلى قضبان زنزانته؟
وقد جالت صورته المرعبة العالم.
بدون هذه الصحافة المستقلة ، هل كنتم ستسمعون، يوما، الحديث عن التعذيب المروع الذي ألق بزهرة بودكور، هذه الطالبة البالغة عشرين ربيعا، والتي تُركت عارية لمدة ثلاثة أيام في زنزانة بمفوضية الشرطة جامع الفنا، تنزف دم حيضها ، والتي رفض السماح لها بطبيب لعلاج مرض من أمراض النساء ألم بها نتيجة المعاملة السيئة التي تلقتها؟
بدون هذه الصحافة المستقلة، هل كنتم ستسمعون ،يوما، عن مأساة "أنفكو" الذين أحطتم ساكنتها بعنايتكم؟
بدون هذه الصحافة المستقلة، هل كنتم ستسمعون، يوما، عن حفصة أمحزون التي شوهت وجه مواطنة على مرأى ومسمع من العالم مستغلة روابطها مع العائلة الملكية؟
واللائحة أبعد ما تكون عن الحصر.
سيدي،
يلاحقوننا باسمكم.
وباسمكم يضطهدوننا.
وباسمكم يقاضوننا.
وباسمكم يحكمون علينا.
وباسمكم ينطقون بالأحكام:سنوات سجن، وغرامات مذهلة.
سيدي،
يقول الله تعالى "إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" سورة الحجرات. فلا ثقة في الذين يوسوسون ضدنا.
وحدكم بإمكانكم أن تضمنوا لهذه الصحافة حقوقها، في انتظار ان تضمنها عدالة مستقلة ، عندما تدخل السياسة قاعة المحكمة تخرج العدلة من هذه القاعة.
سيدي،
إن صحافة كاملة الحرية هي الضمانة الحقيقية لديمقراطية حقة والحصانة المنيعة ضد الخروقات والشطط في ممارسة السلطة وتفاشي الرشوة والحد من اللاعقاب. كما يمكنها أن تكون آلة ناجعة في النمو الإقتصادى.
سيدي
"لقد طفح الكيل. . وبلغ السيل الزبا. . ولم يبق في قوس الصبر منزع"
Mon cher ami Khalid,
Si j’étais le Roi, j’aurais été ébahi par ta lucidité et je t’aurais pris pour mon meilleur Conseiller. Je t’aurais écouté et j’aurais obéi illico à ta lumineuse vision ancrée dans l’Histoire et entre les aisselles perlées de sueur de ceux qui feront le Maroc de demain.
Si j’étais le Roi, je mettrai ta Lettre Ouverte sur un écran géant pour la consulter nuit et jour, m’imprégnant de son souffle éthique qui n’a pour intérêt que la paix, la démocratie, l’émancipation d’un pays appelé à devenir, tôt ou tard, beau et liiiiiiiiiiiiiiiiiiibre !!!
Si j’étais le Roi, à force de lire ta Lettre Ouverte, je me serais rendu compte qu’un homme comme moi ne peut rester indéfiniment otage d’une institution qui l’emprisonne. Je serais allé jusqu’à annoncer par « décret » que le Roi « règne » et « ne gouverne pas ». Sachant d’ailleurs que je ne suis pas issu d’un suffrage universel… Et quand je dis « règne », ce n’est pas que je défends mon trône bec et ongles, à vie (car je sais qu’aucun pourvoir ni dynastie ne sont éternels), mais seulement pour jouer le modérateur, le fédérateur, le garant de la démocratie et de l’Etat de Droit. En somme, je ferai comme mes autres collègues rois et reines des pays du nord.
Si j’étais le Roi, à force de lire ta Lettre Ouverte, j’aurais fait table rase de tout ce système qui m’emprisonne et nous emprisonne tous. J’aurais opté fermement pour un Maroc nouveau où jamais l’on emprisonne les gens pour leurs opinions, ou l’on va cabosser les jeunes diplômés mis au chômage, pour la justice sociale et l’égalité des chances qu’ils revendiquent.
Si j’étais le Roi, j’aurais déserté les encombrantes infos du journal télévisé où l’on ne voit que Moi partout, ubiquité d’un personnage surnaturel. J’aurais dit aux journalistes : assez de mentir et travaillons le pays ensemble et que chacun apporte sa pierre à l’édifice de notre maison. Pourquoi c’est toujours Moi qu’on affuble du ciment et de la pierre que je dois inaugurer ? Je leur dirais aussi : Assez de ces « tables ronde » qui nous aveuglent et n’aboutissent jamais à rien de concret.
Mais comme je ne suis pas le Roi, je t’invite, mon cher Khalid, à manger avec moi des sardines magistralement grillés, accompagné d’un pain croustillant qui vient de sortir du four de notre quartier… Sardines à manger en face de la mer, cet océan qui nous appartient, et que personne ne peut nous le retirer... Quoique…
Nous sommes nés Rois, même devant le braséro qui siffle et nous prévoit un thé chaud et bien monté d’odeur de menthe fraîche qui nous soule d’espoir et d’amour.
Mon cher Khalid,
Comme je ne suis pas le Roi, je me cantonne dans les mains de mes semblables d’infortune que tu cites dans ta Lettre Ouverte, pour résister à leur côté… et je te dis : heureusement que tu es toujours là, au bon moment !!
Cordial,
Belmaïzi
Si j’étais le Roi, j’aurais été ébahi par ta lucidité et je t’aurais pris pour mon meilleur Conseiller. Je t’aurais écouté et j’aurais obéi illico à ta lumineuse vision ancrée dans l’Histoire et entre les aisselles perlées de sueur de ceux qui feront le Maroc de demain.
Si j’étais le Roi, je mettrai ta Lettre Ouverte sur un écran géant pour la consulter nuit et jour, m’imprégnant de son souffle éthique qui n’a pour intérêt que la paix, la démocratie, l’émancipation d’un pays appelé à devenir, tôt ou tard, beau et liiiiiiiiiiiiiiiiiiibre !!!
Si j’étais le Roi, à force de lire ta Lettre Ouverte, je me serais rendu compte qu’un homme comme moi ne peut rester indéfiniment otage d’une institution qui l’emprisonne. Je serais allé jusqu’à annoncer par « décret » que le Roi « règne » et « ne gouverne pas ». Sachant d’ailleurs que je ne suis pas issu d’un suffrage universel… Et quand je dis « règne », ce n’est pas que je défends mon trône bec et ongles, à vie (car je sais qu’aucun pourvoir ni dynastie ne sont éternels), mais seulement pour jouer le modérateur, le fédérateur, le garant de la démocratie et de l’Etat de Droit. En somme, je ferai comme mes autres collègues rois et reines des pays du nord.
Si j’étais le Roi, à force de lire ta Lettre Ouverte, j’aurais fait table rase de tout ce système qui m’emprisonne et nous emprisonne tous. J’aurais opté fermement pour un Maroc nouveau où jamais l’on emprisonne les gens pour leurs opinions, ou l’on va cabosser les jeunes diplômés mis au chômage, pour la justice sociale et l’égalité des chances qu’ils revendiquent.
Si j’étais le Roi, j’aurais déserté les encombrantes infos du journal télévisé où l’on ne voit que Moi partout, ubiquité d’un personnage surnaturel. J’aurais dit aux journalistes : assez de mentir et travaillons le pays ensemble et que chacun apporte sa pierre à l’édifice de notre maison. Pourquoi c’est toujours Moi qu’on affuble du ciment et de la pierre que je dois inaugurer ? Je leur dirais aussi : Assez de ces « tables ronde » qui nous aveuglent et n’aboutissent jamais à rien de concret.
Mais comme je ne suis pas le Roi, je t’invite, mon cher Khalid, à manger avec moi des sardines magistralement grillés, accompagné d’un pain croustillant qui vient de sortir du four de notre quartier… Sardines à manger en face de la mer, cet océan qui nous appartient, et que personne ne peut nous le retirer... Quoique…
Nous sommes nés Rois, même devant le braséro qui siffle et nous prévoit un thé chaud et bien monté d’odeur de menthe fraîche qui nous soule d’espoir et d’amour.
Mon cher Khalid,
Comme je ne suis pas le Roi, je me cantonne dans les mains de mes semblables d’infortune que tu cites dans ta Lettre Ouverte, pour résister à leur côté… et je te dis : heureusement que tu es toujours là, au bon moment !!
Cordial,
Belmaïzi
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire